في بيان يفضح مجددا عمق التصدعات التي أصابت جماعة «الإخوان»، حذرت جبهة إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق للتنظيم الإرهابي أي كيان «مصري» تابع للجماعة لا يلتزم بقرارات مجلس الشورى العام فهو لا ينتمي للتنظيم.
وبحسب مراقبين سياسيين، فإن هذا التحذير يعكس أن الجبهة باتت «الممثل الحصري» للجماعة، وأن خلافها مع جبهة لندن بزعامة القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير وصل إلى نفق مسدود.
ويعتقد باحثون في شؤون جماعات الإسلام السياسي أن الجبهتين باتتا في مفترق طرق، وأنه لا مجال للإصلاح بينهما، وأن الشرخ أصبح عميقا إلى الدرجة التي تحول فيها إلى سباق محموم بين الجبهتين المتناحرتين.
واعتبروا أن بيان جبهة حسين يجيء في هذا السياق، إذ إن القائم بأعمال المرشد مصطفى طلبة يتصور وكيانه أنهم الممثل الحصري للجماعة، وبذلك ينفون عن أي كيان آخر صفة الانتماء للتنظيم الإرهابي.
وكانت جبهة إسطنبول أعلنت مصطفى طلبة قائما مؤقتا بأعمال التنظيم، إلا أن هذا القرار يواجه رفضا من جانب جبهة لندن.
ورجح المراقبون أن يكون بيان حسين توجها لسيطرة جبهة إسطنبول على مفاصل التنظيم وإسقاط الشرعية عن أي مجموعات أخرى. ورأوا أن الخلاف وصل إلى طريق مسدود، وأن محاولات التوفيق بين الطرفين باءت بالفشل الذريع بعد تبادل الاتهامات ونشر الفضائح والفساد.
ولفت قيادي منشق عن الجماعة إلى أن ذكرى تأسيس التنظيم الإرهابي الـ94 في 22 مارس الجاري مثلت حالة جديدة من عمق الصراع والانقسام داخل الجماعة، وهو ما يشير إلى أن الانشقاقات تمددت حتى أضحى من المستحيل ترميمها أو علاجها.